وإن كان المغرب قد بصم طيلة السنة على حضور متميز بمختلف الفعاليات والتظاهرات التي احتضنتها الأرجنتين، إلا أن تتويج المملكة في سبع مناسبات خلال هذا العرس الأولمبي الشبابي سرق الأضواء مما عداه من حضور.

ويتعلق الأمر بذهبية فاطمة الزهراء أبو فارس وفضيات صفية صالح ونبيل الشعبي وأنس الساعي وياسين الورز و ياسين السكوري، بالاضافة إلى برونزية أسامة الدرعي، وهي ميداليات تم الحصول عليها ضمن منافسات مختلفة .

وشارك في دورة بوينوس أيريس 20 رياضيا مغربيا، ضمن ثمانية اختصاصات وهي ألعاب القوى ( 5) والملاكمة ( 4) والكراطي ( 3) والتايكواندو ( 2) والجيدو (2) والسباحة (2) والألواح الشراعية (1) والمصارعة (1).

وخاض اللاعبون المغاربة الشباب ما بين 6 و18 اكتوبر غمار هذه الرياضات إلى جانب نحو 4000 رياضي يمثلون أزيد من 200 بلد تنافسوا ضمن 32 اختصاصا رياضيا.

وبعد أيام من هذه التظاهرة الدولية، كان المنتخب المغربي لقصار القامة (كرة القدم)، بالعاصمة الأرجنتينية ذاتها، على موعد مع بداية صناعة تاريخه وشق مسار احترافي شاق وواعد في الوقت ذاته.

إذ استضافت "كوبا أمريكا" الخاصة بهذه الفئة (24-29 أكتوبر الجاري) المنتخب المغربي ك "ضيف خاص" لمواجهة منتخبات كل من الأرجنتين والشيلي والبيرو والبرازيل والباراغواي وبوليفيا وكولومبيا والولايات المتحدة الأمريكية-كندا.

و أتاحت هذه المشاركة الأولى من نوعها لعناصر النخبة الوطنية فرصة الاحتكاك مع منتخبات راكمت تجربة كبيرة وشكلت مرتكزا لهم للانتقال نحو عالم الاحتراف والإطار المؤسساتي، فضلا عن كونها صقلت مواهبهم و مكنتهم من الوقوف على نقاط القوة والضعف وتحديد موقعهم ضمن خريطة المنتخبات العالمية.

وهي مشاركة جيدة على اعتبار أن المنتخب المغربي لقصار القامة احتل المرتبة الخامسة في سبورة الترتيب ضمن هذه المنافسة القارية التي تقام لأول مرة.

وعلى الصعيد الرياضي دائما، عينت الجمعية الدولية لليانصيب بمناسبة مؤتمرها الدولي الذي احتضنته العاصمة الأرجنتينية في أواخر نونبر 2018 السيد يونس المشرفي، المدير العام للمغربية للألعاب والرياضة، رئيسا للجنة التدقيق التابعة للجمعية.

ويتعلق الأمر باعتراف بالخبرة المغربية والممارسات الجيدة للمغربية للألعاب والرياضة في مجال الحكامة الجيدة وشهادة جديدة عـى المكانة الدولية للشركة المغربية للألعاب والرياضة واعترافا دوليا من طرف نظرائها عبر العالم بمدى الخبرة التي راكمتها وانخراطها الراسخ في مجال الحكامة الجيدة واللعـب المسؤول.

وكان للقضية الوطنية الأولى نصيبها من الاهتمام والأضواء بالبلد الجنوب أمريكي، حيث احتضنت كلية الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الارجنتينية في مارس وأكتوبر الماضيين محاضرتين أكاديميتين حول قضية الصحراء المغربية أمام ثلة من الأكاديميين و مسؤولين بوزارة الدفاع و خبراء في السياسة الدولية و طلبة باحثين.

وشكل اللقاءان فرصة سانحة تم خلالها تسليط الضوء على وجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي وإبراز حقيقة النزاع حول الصحراء وكذا الحقوق العادلة و الثابتة للمغرب على أقاليمه الجنوبية. 

وأعلنت الكلية الأرجنتينية عقب اللقاء الثاني عن إحداث "حلقة دراسية دائمة حول المملكة المغربية" برحابها من أجل تعزيز الدراسات والأبحاث حول المغرب بالأرجنتين.

وشمل الحضور المغربي بالأرجنتين، أيضا مشاركة صندوق الإيداع والتدبير ببوينوس أيريس في الاجتماعات السنوية لنادي المستثمرين على المدى الطويل، وذلك في أوائل شتنبر من السنة الماضية.

واستعرض النادي بالمناسبة أنشطته خاصة قاعدة البيانات المتعلقة بالبنية التحتية و حصيلة اجتماعات الأعمال، التي قدمها صندوق الإيداع و التدبير.

ولم يغب القطاع الفلاحي المغربي بدوره عن الحضور، إذ شارك المغرب آواخر يونيو من السنة المنصرمة في فعاليات الدورة 107 للمجلس الدولي للزيتون.

وتدارست هذه الدورة محاور تشمل على الخصوص التعاون التقني الدولي في مجالات مشاريع الأبحاث والتنمية المتعلقة بالقطاع، والتدريب ونقل التكنولوجيا، فضلا عن تشجيع و توسيع التجارة الدولية لزيت الزيتون وزيتون المائدة.

وكانت الثقافة المغربية بدورها في الموعد، إذ كان المغرب حاضرا ضمن فعاليات "أسبوع افريقيا 2018" (4-8 يونيو الماضي) الذي احتضنه مقر الكونغرس الأرجنتيني.

ويتعلق الأمر بفعالية سلطت الضوء، من خلال ندوة احتضنها مقر الكونغرس، على مختلف المؤهلات الكبيرة التي تجعل من المغرب بوابة ولوج مفضلة نحو القارة الافريقية، ومكنت المطبخ المغربي من التعريف بنفسه بهذا البلد الجنوب أمريكي.

وشمل أسبوع افريقيا بالأرجنتين، الذي شاركت في فعالياته العديد من السفارات الافريقية المعتمدة ببوينوس أيريس، من ضمنها سفارة المغرب بالبلد الجنوب أمريكي، تنظيم معارض فنية و أنشطة ثقافية،مكنت الفنانة التشكيلية، إيستير بنمامان، من عرض لوحاتها بإحدى فضاءات مجلس النواب الأرجنتيني في مسعى لتمكين الزائرين لهذا المعرض من الاستمتاع بأعمال الفنانة المغربية التي تبرز في لوحاتها مواضيع اجتماعية وإنسانية تعكس جوانب مختلفة من الثقافة المغربية، وكذا عادات وتقاليد المجتمع المغربي.

كما بصم المغرب مطلع شهر ماي 2018 على حضور وازن ببوينوس أيريس ضمن فعاليات مؤتمر الجمعية الدولية للنساء القاضيات الذي شاركت فيه نحو ألف قاضية من 78 بلدا، بينها المغرب.

وسلط الوفد المغربي في هذه التظاهرة الضوء على ورش إصلاح منظومة العدالة بالمغرب وتخليق السلوك القضائي.

وقبل أيام من هذه المشاركة، مكن المنتدى القاري التاسع للتعاضد الذي انعقد بالعاصمة الأرجنتينية يومي 25 و 26 أبريل 2018 من تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال التعاضد من خلال مشاركة رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية ورئيس الاتحاد الإفريقي للتعاضد، عبد المولى عبد المومني في هذه الفعالية.

وفي مارس الماضي وبالعاصمة الأرجنتينية أيضا، سلطت ندوة دولية حول التعاضد في القرن الواحد والعشرين احتضنتها العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس الضوء على التجربة المغربية الرائدة في مجال التعاضد.

وأبرز نائب رئيس الجمعية الدولية للتعاضد المكلف بمنطقة افريقيا والشرق الأوسط، السيد عبد العزيز علوي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة التي نظمتها الكونفدرالية الأرجنتينية للتعاضديات بالتعاون مع الجمعية الدولية للتعاضد، أن بدايات التجربة التعاضدية بالمملكة تعود للعقد الثاني من القرن الماضي، قبل أن ترى النور لاحقا هيئات ومؤسسات أخرى تنشط في هذا المجال.

حضور وازن ومشاركات لافتة للمغرب في مختلف التظاهرات والفعاليات التي احتضنتها الأرجنتين طيلة السنة التي تكاد تنقضي، يعكس جودة العلاقات التي تجمع بين بوينوس أيريس والرباط على كافة الأصعدة.